تكية المعكرونة

في ظل تصاعد المعاناة اليومية في قطاع غزة، واصل فريق ليث الإغاثي تنفيذ مبادرات إنسانية تسعى إلى التخفيف عن الأسر المتضررة. يوم الثلاثاء، الموافق 8 إبريل، أطلق الفريق مبادرة جديدة تحت عنوان “تكية المعكرونة”، التي هدفت إلى تقديم وجبات ساخنة للعائلات المتعففة في شمال القطاع، ضمن جهوده المتواصلة لدعم المجتمع المحلي في وقت الحرب.
جهّز الفريق 150 كيلوغرامًا من المعكرونة الطازجة، ثم طهى الوجبات، وعبأها، وبدأ بتوزيعها ميدانيًا. كما حرص على إيصال الطعام إلى المناطق الأشد فقرًا واحتياجًا، لضمان استفادة الفئات الأكثر تضررًا
لحظات إنسانية لا تُنسى
بين الأزقة والمخيمات، تجمّع الأطفال والنساء حول الأواني الساخنة، بانتظار وجبة تروي جوعهم وتعيد لهم شيئًا من الكرامة. ورغم بساطة الوجبة، فإن وقعها النفسي كان كبيرًا، خاصة في ظل استمرار النزوح ونقص الغذاء.
بمجرد استلام الطعام، ظهرت فرحة عارمة على وجوه الأطفال. وقالت إحدى الأمهات:
“كأن الدنيا أشرقت من جديد، لم يشعر بنا أحد منذ فترة، لكن هذه الوجبة جعلتني أشعر أنني لست منسية.”
استجابة إنسانية مستمرة
أكد فريق ليث أن “تكية المعكرونة” ليست مبادرة عابرة، بل جزء من خطة إغاثية شاملة ينفذها باستمرار. وتشمل هذه الخطة توزيع سلال غذائية، ووجبات مطبوخة، ومياه شرب آمنة.
ورغم قلة الإمكانيات، يواصل المتطوعون العمل يوميًا، مدفوعين بروح الإيمان بالواجب الإنساني. فهم يرون في كل وجبة تقدَّم، رسالة أمل وفرصة حياة. كما يؤمنون أن الأمل لا ينتظر أحدًا، بل يُصنع عبر العطاء والعمل الجماعي.
في وقت يشهد تراجعًا في الدعم الدولي، تثبت مبادرات “ليث” أن الإرادة المحلية قادرة على إحداث فرق حقيقي. كما يبرز دور الشباب المتطوعين في بناء منظومة استجابة سريعة وفعالة، قائمة على الحب والمسؤولية الاجتماعية.
لم تكن “تكية المعكرونة” مجرد توزيع للطعام، بل كانت رسالة إنسانية صادقة. ففي كل وجبة طهى ووزعها الفريق، وُلدت لحظة دفء داخل خيمة، وارتسمت بسمة على وجه طفل.