توزيع وجبات الساخنة
وجبات إفطار في غزة ليست مجرد طعام، بل رسالة إنسانية تعكس روح التضامن في وجه الجوع والحصار. في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان، نفّذ فريق ليث الخير الإغاثي مبادرة نوعية استهدفت مئات الأسر المحتاجة في شمال القطاع. جاءت هذه الخطوة كاستجابة مباشرة لنداءات العائلات التي تعاني من فقدان الأمن الغذائي ونقص الموارد الأساسية.
إطلاق المبادرة وتوزيع الوجبات
في يوم السبت، الموافق 29 مارس الجاري، أطلق فريق ليث الإغاثي مبادرة بعنوان “وجبات إفطار في غزة“. وهدفت إلى توفير وجبة إفطار ساخنة للعائلات التي لا تملك قوت يومها، خصوصًا خلال شهر رمضان. تم تجهيز وتوزيع أكثر من 600 وجبة، تضمنت الأرز، اللحم المعلب، والفاصولياء. وقد أُعدت خطة توزيع دقيقة بالتنسيق مع مسؤولي المخيمات ولجان المجتمع المحلي، لضمان وصول الوجبات إلى العائلات الأكثر احتياجًا.
معايير اختيار الأسر المستفيدة
اعتمد الفريق معايير واضحة لاختيار المستفيدين. شملت هذه المعايير حجم الأسرة، والدخل الشهري، والحالة السكنية، بالإضافة إلى أولوية الأسر التي فقدت معيلها أو تعرضت للنزوح. لم يكن اختيار منطقة شمال غزة عشوائيًا، بل جاء بناءً على تقييم ميداني يكشف عن حجم المعاناة هناك. فهذه المنطقة تحديدًا تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة الحصار المستمر والعدوان المتكرر.
أسباب اختيار شمال غزة
ساهمت الحملة في تخفيف الضغط النفسي والمادي عن الأسر خلال وقت الإفطار، وهو وقت حساس عاطفيًا وغذائيًا في آنٍ واحد. لم تكن الوجبة مجرد طعام، بل كانت فعل دعم يشعر الناس أن هناك من يفكر بهم. كما ساعد المشروع في إدخال شعور بالاهتمام والكرامة، وفتح نافذة أمل في واقع مليء بالتحديات القاسية.
عبرت العائلات المستفيدة عن امتنانها لفريق ليث الإغاثي وللمتبرعين الذين دعموا هذا المشروع، وأكد العديد منهم أن الوجبة وصلت في وقت كانت الحاجة فيه ماسة، خاصة أن الغالبية فقدوا القدرة على شراء الطعام. وجود هذه اللفتة الإنسانية منحهم شعورًا بالأمان، ولو بشكل مؤقت، وسط ظروف لا ترحم.
من جهته، أكد فريق ليث الإغاثي استمراره في تنفيذ مثل هذه المبادرات، خاصة خلال شهر رمضان. ويرى الفريق أن لهذه الحملات أثرًا كبيرًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتخفيف جزء من معاناته اليومية. كما دعا الفريق جميع الجهات الخيرية والداعمين، أفرادًا ومؤسسات، إلى مواصلة تقديم الدعم. فكل وجبة تصل إلى محتاج، لا تُشبع جوعًا فقط، بل تزرع أملًا وتمنح حياة. إنها تحمل في داخلها رسالة إنسانية تقول: “نحن معكم، ولن نترككم وحدكم.”ال
