حين تتكاثر الجراح وتشتد المحن في غزة، نكون نحن الصوت الذي لا يصمت، واليد التي لا تتأخر، والرحمة التي تعبر الحصار

معلومات التواصل

فلسطين غزة +97 (056) - 613 - 6638 info@laaith.org

 أرز ساخن بدفء القلوب للمحتاجين

   بين البيوت المتشققة بفعل القصف، وفي شوارع خالية يخيّم  عليها الصمت، تحرّك فريق ليث التطوعي يوم 12 مايو، بمبادرة إنسانية لافتة، حمل فريق ليث الإغاثى وجبات أرز ساخنة، وسار بها نحو حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حيث بات الجوع عنوانًا يوميًا لحياة السكان، عندما وصل المتطوعون، بدا المشهد مختلفًا، لم يحملوا فقط وجبات ساخنة، بل حملوا معهم شعورًا بأن هناك من لا يزال يطرق الأبواب، لا ليسأل، بل ليقدّم.

وزّعت ملامح الجوع في الوجوه، وبدت كلمات الامتنان في العيون. بعض الأهالي اكتفوا بصمت مؤثر، والبعض الآخر رفع يديه بالدعاء، كما فعلت امرأة وقورة وضعت كيس الأرز بجانب رغيف يابس احتفظت به منذ أيام.

يعاني حي الشيخ رضوان، مثل معظم أحياء شمال غزة، من حرمان شبه تام من المواد الغذائية، استمر الحصار لأشهر، ومنع دخول السلع الأساسية، خاصة الحبوب.

بعد توقف المخابز ونفاد الطحين، لجأت الأسر إلى الأرز وغيره من الحبوب كبدائل. لكن حتى هذه الخيارات أصبحت بعيدة المنال، وتتطلب مالًا أو وساطات، وربما حظًا جيدًا.

تحوّلت المبادرات الفردية، مثل تلك التي يقودها فريق ليث، إلى خط الأمان الأخير لكثير من العائلات. ومع تباطؤ المساعدات الرسمية وغياب التوزيع المنتظم، لم يعد أمام الناس سوى هذه الجهود التطوعية.

وكان الفريق قد نفّذ قبل أيام مبادرة مماثلة لتوزيع الخبز في منطقة الصفطاوي. وتأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من الأنشطة المستمرة لمواجهة المجاعة التي لوح في الأفق.

وأكد فلفريق الوجبات مباشرة على الأهالي، دون طوابير أو مشاهد استعراضية، حرصوا على الوصول إلى منازل الأرامل، والمرضى، والعائلات الأشد فقرًا.

ظهر تريق ليث عزمه على الاستمرار في هذه المبادرات، ما دامت هناك أيادٍ قادرة على العطاء، وقلوب تحمل روح الدعم. ويخطط الفريق لتوسيع نطاق جهوده لتشمل مناطق أخرى تعيش ظروفًا قاسية مماثلة.