حين تتكاثر الجراح وتشتد المحن في غزة، نكون نحن الصوت الذي لا يصمت، واليد التي لا تتأخر، والرحمة التي تعبر الحصار

معلومات التواصل

فلسطين غزة +97 (056) - 613 - 6638 info@laaith.org

مقدمة:

تصاعدت قسوة الحرب على قطاع غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واشتداد المعاناة اليومية تحت وطأة حربٍ لا تهدأ، قصفٌ مستمر ونقص في الغذاء والدواء، في هذا المشهد المأساوي، أصبح التبرع لغزة ليس خيارًا، بل واجبًا إنسانيًا لا يحتمل التأجيل، لرفع المعاناة عن أهلها.

  • لماذا يحتاج أهل غزة مساعدتك اليوم؟

يدفع المدنيون في غزة ثمناً باهظاً في هذه الحرب، فمع ازدياد الخطر، والنزوح المتكرر، والظروف المعيشية الصعبة، تتفاقم أزمة غزة الإنسانية بشكل مأساوي، ولهذا، تزداد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التبرع لغزة، والوقوف إلى جانب أهلها، وتقديم العون، وإيصال أكبر قدر ممكن من الإمدادات الكافية.

بات سكان غزة يعتمدون بشكل أساسي في هذه المرحلة الحرجة على المساعدات الإنسانية التي تدخل من المعبر، والتي غالباً لا تتوفر اليوم بسبب إغلاقه للشهر الثاني على التوالي، والمساعدات التي تنجح في الدخول، لا تكفي لمنع سوء التغذية أو المجاعات أو حتى انتشار الأمراض، من هنا، تصبح مساعدة غزة مسؤولية جماعية، ومطلباً إنسانياً عاجلاً لا يحتمل التأجيل

  • كيف تفاقمت الأزمة في غزة هذا العام؟

مع بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023م، فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً على قطاع غزة، ما تسبب بنقص حاد في الإمدادات الأساسية، من طعامٍ وشراب إلى الأدوية واللوازم الطبية، وبينما ينشغل العالم اليوم بتجربة مطاعم جديدة تدعم الاحتلال والترويج لها، هناك أطفال في غزة يموتون كل يوم، إما تحت القصف والصواريخ التي تُموّل من أرباح هذه المطاعم، أو جوعاً نتيجة تضييق الحصار وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة.

هذا الحصار أدى أيضاً إلى قطع الكهرباء بنسبة وصلت إلى 90%، مما أثر بشكل كارثي على عمل المستشفيات، ومحطات تحلية المياه، وشبكات الصرف الصحي، ونتيجةً لذلك، تفشّت الأمراض بشكل واسع في جميع أنحاء القطاع، في ظل غياب العلاج المناسب، أو حتى التغذية التي تساهم في تقوية الجسم لمقاومة هذه الأمراض، ما يزيد من معاناة أهالي القطاع، فالمعاناة تبدأ من حرب السلاح وحتى حرب الجوع والمرض. 

  • إحصائيات تثبت أن الوضع أسوأ من أي وقت مضى

في ظل الصمت العالمي تجاه ما يحدث من إبادة جماعية على كافة الأصعدة في غزة، تتحدث الأرقام وأصبح شعب كامل عبارة عن أرقام بعين العالم المتخاذل، فهناك 12,500 مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج العاجل، وأكثر من 60,000 سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، و350,000 مريض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية لهم، وهناك 71,338 حالة أُصيبت بعدوى التهاب الكبد الوبائي بسبب النزوح القسري.

تتضاعف معاناة النازحين في غزة مع استمرار الحرب الوحشية المدمّرة، ومع دخول فصل الشتاء القاسي أو فصل الصيف، يعيش غالبية سكان القطاع بلا مأوى، يواجهون مصيرهم في خيام بالية لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.

ومع استمرار الاحتلال في رفض إدخال المستلزمات الشتوية الشتاء الماضي، استُشهد 8 أطفال نتيجة انتشار أمراض الشتاء مثل نزلات الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، فالخيام المصنوعة من النايلون التي يُسمح بدخولها إلى القطاع لا توفّر أي حماية من الصقيع، في الوقت الذي دُمّرت فيه معظم المحلات التجارية التي كانت تبيع الملابس الشتوية، وتمّ تقييد إدخال هذه الملابس عبر المعابر.

من ناحية أخرى، قضت 500 عائلة فلسطينية شتاءها الأخير على شاطئ بحر غزة، تواجه ظروفًا تعصف بها من كل جانب، حيث غمرت مياه الأمطار خيامهم الممزقة، والتحفوا السماء دون مأوى.

ختامًا، بعد عام ونصف من حرب الإبادة التي عصفت بكل جوانب الحياة في غزة، بات التبرع لأهالي القطاع ضرورة إنسانية مُلحة لمحاولة تخفيف معاناة السكان، ومن ناحية أخرى تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين ووقف الحرب وإدخال كل ما يلزم للقطاع المحاصر.