صلاة عيد الأضحى 2025
مقدمة:
يطل عيد الأضحى هذا العام على قطاع غزة مثقلاً برائحة الدمار وآلام الحرب، في مشهدٍ بات مألوفًا للعام الرابع على التوالي، الشوارع باهتة والمساجد مدمّرة، والعيد يفتقد لطقوسه وروحه، بينما يسعى الغزيون البحث عن بصيص أملٍ فوق أنقاض مدينتهم المدمّرة، بين ركام المنازل ونزيف الروح، يتسلل العيد خجولاً إلى قلوبٍ تنتظر الفرح.
- صلاة عيد الأضحى في شمال غزة، كيف يؤديها الأهالي في ظل الظروف الراهنة؟
بين ركام المساجد والدمار يؤدي أهالي قطاع غزة صلاة عيد الأضحى المبارك رغم فقدان القطاع كل ملامح العيد لكن آلاف الغزيين يجتمعون لأداء الصلاة على أنقاض المساجد والمنازل المدمرة، وهذا العيد الرابع الذي بمر على أهالي غزة وسط القصف والدمار منذ السابع من أكتوبر 2023 ومنذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي ،رغم الظروف الصعبة التي يمر بها أهالي غزة ،تتجسد فرحة العيد ببهجة الأطفال وهم يكبرون تكبيرات العيد رغم كل الويلات التي مر بها أطفال غزة ومع غياب مظاهر الفرح والاحتفال المعتادة في القطاع بتوزيع كعك العيد والحلويات والهدايا على الأطفال ،ومع هذه المظاهر مازال الاحتلال يشن غاراته على أهالي القطاع دون مراعاة لأي شعائر دينية ،ففي عيد الأضحى يقدم الغزيين دماءهم بدلاً من الأضاحي.
- أين تقام صلاة عيد الأضحى في شمال غزة؟
تحت أزيز الطائرات وأصوات القصف ورائحة الموت، في الشوارع المدمرة، فوق ركام المنازل التي ما تزال أجساد أصحابها مدفونة تحتها، يقف الغزيون صفًا واحدًا لأداء صلاة العيد رغم قسوة الظروف وصعوبة الحال.
في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، يجتمع أهالي القطاع رافعين أكفهم بالدعاء، وعلى أنقاض المساجد المدمّرة التي كانت تمثل بهجة العيد، ومنها المسجد العمري الكبير في البلدة القديمة، ما زال الأهالي يتمسكون بإحياء طقوس العيد رغم ما حلّ بهم، ورغم الدمار الذي طال المسجد ومسح ملامحه بفعل القصف الإسرائيلي العنيف
رغم القصف والدمار، يواصل الغزيون أداء صلاة العيد، متمسكين بحقهم في إحياء شعائرهم كما اعتادوا كل عام، يثبتون أن الإيمان بالحياة لا يموت تحت الحرب، ولم تمنعهم من الاحتفال بطريقتهم البسيطة.
- رسائل صمود وأمل من شمال غزة في عيد الأضحى
رغم الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها قطاع غزة، واقتصار مظاهر العيد على أداء الشعائر الدينية فقط، مع استمرار الحصار وتوقف صرف رواتب الموظفين، وتفاقم المجاعة ونفاد الاحتياجات التموينية الأساسية لفترات طويلة، لم يتوقف أهالي القطاع عن التعبير عن واقعهم المرير، فقد تبادلوا رسائل كتبها بعضهم لبعض، جسدت معاني الصبر والصمود تحت وطأة الحرب والحصار، دون أن تخلو من لمسات طريفة تسخر من قسوة الواقع، في محاولة للتخفيف عن أنفسهم.
على الرغم من كل هذا الألم، كانت نهايات رسائلهم دومًا تحمل أملاً خافتًا بأن تتحسن أحوالهم، وتنتهي الحرب، ويرتفع الحصار، وتعود بهجة العيد كما كانت في الأيام السابقة.
ختامًا، هكذا يثبت أهالي قطاع غزة في كل عيد رغم الآلام والجراح وثقَل الحرب وهمومها، أن إرادة الحياة أقوى من ذلك، يحيون رغم الموت، يكتبون للعالم قصة عيدٍ مخصب بالصبر والصمود، ولكن لا يعني ذلك أن العيد يمر كما باقي الأعياد، فلذلك يأمل الغزي بانتهاء معاناته وتوقف الحرب، وعودة بهجة الأعياد بلا قيدٍ أو حصار.