حين تتكاثر الجراح وتشتد المحن في غزة، نكون نحن الصوت الذي لا يصمت، واليد التي لا تتأخر، والرحمة التي تعبر الحصار

معلومات التواصل

فلسطين غزة +97 (056) - 613 - 6638 info@laaith.org

بينما يعيش العالم في عصر متصل بالإنترنت والتكنولوجيا، حيث تُعتبر التقنية أساسًا للتعلم والعمل والتواصل، يظل قطاع غزة بعيدًا عن هذه الثورة الرقمية بسبب الحصار المفروض عليه منذ سنوات، إذ تعاني غزة من فجوة رقمية واسعة، تحرم السكان من الاستفادة الكاملة من أدوات العصر الحديث.

 وعلى الرغم من الجهود المحلية والمبادرات الفردية، تبقى هذه الفجوة قائمة، مما يزيد من معاناة القطاع المحاصر في كافة مجالات الحياة، سواء في التعليم أو الصحة أو الاقتصاد.

الحرب تعمّق الفجوة الرقمية: استهداف البنية التحتية للتكنولوجيا

في كل مرة تدور فيها الحرب على قطاع غزة، لا تقتصر الخسائر على الأرواح والممتلكات، بل تشمل أيضًا البنية التحتية للتكنولوجيا التي تعد شريان الحياة في عالم اليوم.

فبينما يواصل الاحتلال استهداف المباني السكنية والمرافق الحيوية. يتعرض قطاع الاتصالات والتكنولوجيا أيضًا للقصف المباشر.

المحطات الإذاعية، أبراج الهواتف المحمولة، مراكز الإنترنت، والشبكات السلكية تتعرض جميعها لتدمير جزئي أو كامل.

هذه الهجمات لا تترك فقط أثراً على حياة المدنيين، بل تعمق الفجوة الرقمية في غزة، وتزيد من العزلة التكنولوجية التي يعاني منها السكان.

في زمن الحرب، يصبح الوصول إلى الإنترنت والاتصال بالأنظمة الرقمية أكثر صعوبة، تتوقف محطات الإنترنت الرئيسية عن العمل بسبب تعرضها للقصف أو نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما يؤدي إلى انقطاع الخدمة لعدة ساعات، وأحيانًا لأيام، في بعض المناطق.

هذا يعني أن المدارس، المستشفيات، والأعمال التجارية التي تعتمد على الإنترنت تجد نفسها في مأزق حقيقي.

لم تقتصر آثار هذه الهجمات على تعطيل الشبكات فقط، بل امتدت لتشمل الأنظمة الرقمية الحيوية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية، مثل منصات التعليم عن بُعد، الخدمات الحكومية الإلكترونية. وحتى أدوات العمل عن بُعد.

فمع تدمير هذه البنية التحتية، حُرم سكان غزة من أبسط أدوات التواصل مع العالم الخارجي أو حتى مع بعضهم البعض، مما يعوق فرصهم في التعلم، العمل، والابتكار.

وهكذا، تتعمق الفجوة الرقمية أكثر فأكثر، وتزداد الفجوة بين غزة والعالم المحيط بها، في وقت كان فيه التحول الرقمي يمثل أملًا للنهوض الاقتصادي والاجتماعي للقطاع.

وبينما يتزايد الضغط على سكان غزة، يصبح التحول الرقمي أكثر ضرورة من أي وقت مضى، لكن العوائق التي تضعها الحرب تحوّل هذه الحاجة إلى تحدٍ يومي.

العمل عن بُعد: فرص ضائعة وسط القصف والتدمير

في الوقت الذي بدأ فيه الكثيرون من مختلف دول العالم بالانتقال إلى بيئات العمل الرقمية عبر الإنترنت، فإن سكان غزة يواجهون تحديات كبيرة تحول دون الاستفادة من هذه الفرص.

الهجمات الجوية، القصف المستمر، وتدمير البنية التحتية تجعل العمل عن بُعد في غزة فرصة ضائعة في كثير من الأحيان.

ومن المثير للدهشة أنَّ العديد من الشباب الغزيين لديهم المهارات الرقمية التي تتيح لهم الانخراط في الاقتصاد الرقمي، مثل البرمجة، التصميم الجرافيكي، التسويق الرقمي، والترجمة، لكن هذه المهارات تقف عائقًا أمامها القيود التكنولوجية الناتجة عن الحصار المستمر، الانقطاع المتكرر للإنترنت. 

أحد أكبر العوائق التي يواجهها الأفراد في غزة للعمل عن بُعد هو تدمير البنية التحتية للتكنولوجيا، في أثناء الحروب العدوانية على القطاع، تعرضت محطات الإنترنت وشبكات الاتصال السلكي واللاسلكي للقصف.

مما أدى إلى انقطاع الاتصال لفترات طويلة في بعض المناطق، وغالبًا ما يكون هذا الانقطاع متزامنًا مع انقطاع الكهرباء، ما يجعل من المستحيل متابعة العمل أو التواصل مع فرق العمل أو العملاء.

كما يواجه الغزيون صعوبة بالغة في الوصول إلى أسواق العمل العالمية التي تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت، حيث يصعب عليهم تصفح الإنترنت بكفاءة أو المشاركة في المناقشات والمقابلات عبر الإنترنت بسبب الانقطاع المستمر للخدمة أو عدم توفر الأجهزة المناسبة.

حتى وإن كانت هناك بعض الفرص، فإن الوضع الأمني يجعل من الصعب على الغزيين الوفاء بمواعيدهم النهائية أو تلبية احتياجات العملاء.

وفي الأوقات التي يتعرض فيها القطاع لقصف مكثف أو حرب شاملة، يصبح من المستحيل العمل بشكل منتظم، ويؤدي ذلك إلى فقدان فرص العمل وفرص اكتساب دخل ثابت.

معظم سكان غزة يفتقرون إلى الأجهزة الرقمية الحديثة، مثل الحواسيب المحمولة أو الهواتف الذكية المتطورة التي يمكن الاعتماد عليها للعمل عن بُعد.

وتُعتبر أسعار الأجهزة الإلكترونية في غزة مرتفعة جدًا نتيجة للقيود المفروضة على استيرادها عبر الحواجز الأمنية.

العجز في التعليم الرقمي: غياب الأدوات والمهارات في زمن الصراع

كما يعاني التعليم الرقمي من عجز كبير يتفاقم مع مرور الوقت غياب الأدوات الرقمية الحديثة، مثل الحواسيب والإنترنت المستقر، يعيق قدرة الطلاب على الوصول إلى التعليم عن بُعد.

وعلى الرغم من أن العديد من الطلاب لديهم الرغبة في التعلم، إلا أن عدم توفر المهارات الأساسية في التعامل مع التقنيات الحديثة يعد عقبة إضافية.

ومع استمرار القصف وتدمير البنية التحتية، يعاني النظام التعليمي من تدهور سريع، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة في ظل الصراع المستمر.

النتيجة المباشرة لهذا العجز في التعليم الرقمي هي انقطاع الطلاب عن النظام التعليمي الأكاديمي العالمي بينما يعتمد العديد من الطلاب حول العالم على التعليم عن بُعد لاستكمال دراستهم، يصبح ذلك مستحيلاً في غزة بسبب العوائق التكنولوجية والأمنية.

الطلاب الذين لا يملكون الأدوات اللازمة ولا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت يستمرون في المعاناة من تأخيرات دراسية، مما يعيق تقدمهم الأكاديمي ويتركهم في خلف الركب التكنولوجي.