حين تتكاثر الجراح وتشتد المحن في غزة، نكون نحن الصوت الذي لا يصمت، واليد التي لا تتأخر، والرحمة التي تعبر الحصار

معلومات التواصل

فلسطين غزة +97 (056) - 613 - 6638 info@laaith.org
عائلات فلسطينية تقيم في خيام مهترئة وسط الدمار في غزة، في ظل نقص المأوى وغياب أدنى مقومات الحياة.

في قطاع غزة، لا تشبه الخيام المألوفة في كتب الرحلات أو مخيمات الصيف هنا، تُنصب الخيمة على أرضٍ فقدت لونها من شدة الحزن، وتُغرس أوتادها في قلب العجز، لا لتقي من المطر أو تحجب الشمس، بل لتقول إن في هذا الركن من الأرض، هناك من لا يزال يحاول النجاة.

أكثر من مليون إنسان نزحوا عن بيوتهم تحت القصف، معظمهم نساء وأطفال، لجأوا إلى خيام لا تصلح أن تكون مأوى للحياة. بين البرد القارس والحر الخانق، يعيش هؤلاء وسط مشاهد تفوق الوصف، حيث تتكدس العائلات داخل خيام مهترئة، لا توفر سترًا ولا أمانًا.

لماذا تفاقمت أزمة الخيام في غزة؟

  1. حرب دمرت كل شيء
    منذ بداية الحرب، دُمّرت آلاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها. ولم يكن أمام العائلات سوى الاحتماء بما توفّر من خيام أو قطع قماش أو بلاستيك، نصبتها فوق ركام منزلها، أو في العراء حيث لا حائط يصدّ الريح.
  2. الحصار يمنع دخول الخيام
    حتى الخيام – هذا الحد الأدنى من الكرامة – تُمنع عن غزة. فالحصار المفروض يعرقل إدخال أبسط المواد، بما فيها الخيام ومستلزمات الإيواء، مما يفاقم معاناة النازحين الذين يُتركون لمصيرهم.
  3. نزوح جماعي يفوق كل طاقة
    العدوان الأخير تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، خاصة من شمال ووسط القطاع، ليصبح عدد النازحين أكثر من مليون إنسان. هذه الأرقام تفوق أي قدرة على الاستيعاب، سواء من الجهات المحلية أو الدولية.
  4. المؤسسات الإغاثية مشلولة
    مع القصف المتواصل وتدمير البنية التحتية، عجزت المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى النازحين أو توزيع الخيام والمساعدات، كما أن “الأونروا” والمؤسسات المحلية تعمل بإمكانيات محدودة لا تواكب حجم الكارثة.
  5. الخيام لا تصمد أمام الطقس
    الشتاء لا يرحم. والرياح، المطر، الشمس الحارقة، كلها تنهك الخيام التي وُزعت في السابق، لتتحول إلى قطع ممزقة لا تقي حرًا ولا بردًا. ومع غياب الإمكانيات، لا يمكن إصلاحها أو استبدالها.
  6. العالم يكتفي بالمشاهدة
    رغم كل النداءات، لم تصل المساعدات المطلوبة، ولم تتحرك الدول كما يجب. الردود باهتة، متأخرة، ولا ترقى لمستوى الألم والدمار الذي يعيشه الناس كل يوم داخل الخيام.

من يدفع الثمن؟ النساء والأطفال أولًا

في خيمة واحدة، قد تعيش ثلاث أو أربع عائلات. لا خصوصية، لا حماية، ولا بيئة صحية. وفي هذا الواقع:

  • يعاني الأطفال من أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الجلد، وسوء التغذية.
  • ينتشر التبول اللاإرادي، والكوابيس، وحالات الصدمة نتيجة القصف والخوف المستمر.
  • حُرم الآلاف من التعليم، بعد أن دُمّرت مدارسهم أو تحوّلت إلى مراكز إيواء.
  • تعيش النساء في قلق دائم، ويضطررن لتدبير شؤون الأسرة وسط بيئة قاسية لا تراعي أبسط احتياجاتهن.
  • النساء الحوامل يلدن أحيانًا داخل الخيام، بلا كهرباء، بلا ممرضات، وسط خطر حقيقي يهدد حياتهن وحياة أطفالهن.


المساعدات لا تصل… أو تصل متأخرة

حتى المساعدات التي تم تجهيزها من قبل منظمات دولية، بقيت عالقة على المعابر، أو تأخرت لدرجة أن بعض الأدوية فسد قبل وصوله.

-لا مياه نظيفة، لا كهرباء، لا مكان للاستحمام، أو حتى لحظة هدوء.

-معظم الخيام المتوفرة لا تكفي.

-البطانيات، الملابس، المواد الغذائية… كلها شحيحة.

-الآلاف ينامون دون عشاء، ويستيقظون على ألم لا يُحتمل.

كيف نخرج من هذا الكابوس؟

حل أزمة الخيام لا يكون ببعض الخيام الإضافية فقط. المطلوب أكثر من ذلك:

حماية دولية حقيقية: توقف الانتهاكات، وتمنع استهداف المدنيين، وتضمن عودة النازحين إلى بيوتهم بأمان وكرامة.

رفع الحصار فورًا: للسماح بدخول مواد البناء، والخيام، والكرفانات، والمستلزمات الطبية.

صندوق دولي طارئ: لإعادة الإعمار وتوفير المأوى والمياه والصرف الصحي والتعليم.

دور للمجتمع المحلي: فلا أحد يعرف احتياجات العائلات مثلهم.


من يدفع الثمن؟ النساء والأطفال أولاً

في خيمة واحدة، قد تعيش ثلاث أو أربع عائلات. لا خصوصية، لا حماية، ولا بيئة صحية. وفي هذا الواقع:

  • يعاني الأطفال من أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الجلد، وسوء التغذية.
  • ينتشر التبول اللاإرادي، والكوابيس، وحالات الصدمة نتيجة القصف والخوف المستمر.
  • حُرم الآلاف من التعليم، بعد أن دُمّرت مدارسهم أو تحوّلت إلى مراكز إيواء.
  • تعيش النساء في قلق دائم، ويضطررن لتدبير شؤون الأسرة وسط بيئة قاسية لا تراعي أبسط احتياجاتهن.
  • النساء الحوامل يلدن أحيانًا داخل الخيام، بلا كهرباء، بلا ممرضات، وسط خطر حقيقي يهدد حياتهن وحياة أطفالهن.

النساء والفتيات أيضًا يتعرضن لانتهاكات نفسية واجتماعية، نتيجة الاكتظاظ، غياب الخصوصية، وانعدام المرافق الصحية الآمنة.

ختامًا…

في غزة، لا يبحث الناس عن ترف أو رفاهية. كل ما يريدونه خيمة لا تسرب الماء، غطاء لا يحمل البرد، وكرامة لا تهتز، لكن حتى هذا يبدو كثيرًا في عالم يغضّ الطرف.

ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة مأوى، بل جريمة صمت دولي. غزة لا تحتاج شفقة، بل عدالة. لا تنتظر منّا الدموع، بل التحرك.

إترك تعليقا