حين تتكاثر الجراح وتشتد المحن في غزة، نكون نحن الصوت الذي لا يصمت، واليد التي لا تتأخر، والرحمة التي تعبر الحصار

معلومات التواصل

فلسطين غزة +97 (056) - 613 - 6638 info@laaith.org
أطفال غزة تحت القصف

في غزة، حيث يعلو دوي الطائرات على أصوات الأطفال، تتكشف ملامح مأساة إنسانية عميقة، لا تمر لحظة دون أن يحمل فيها طفل فلسطيني ألم الفقد، أو رعب الغارات، أو إحساسه بالخذلان.
الأطفال في غزة تحت القصف ليسوا مجرد أرقام تُدرج في تقارير المؤسسات، بل وجوه، وأحلام صغيرة، تمزقها الحرب.

كارثة إنسانية مستمرة وسط صمت العالم

منذ بداية العدوان الأخير، تفاقمت الأزمة في القطاع بشكل غير مسبوق، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 40% من الضحايا المدنيين هم من الأطفال، الأطفال في غزة تحت القصف يعيشون في خوف دائم، وسط مشاهد من الدمار لا يمكن أن تُنسى.

البيوت تُقصف، والملاجئ تكتظ، والماء الصالح للشرب شحيح، ومع كل غارة، تزداد جراح غزة اتساعًا، ويضيق الأمل في النجاة، ومع ذلك، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات فاعلة لحماية أرواح الأبرياء فى قطاع غزة .

“شاهدت أخي يُسحب من تحت الأنقاض، ولم أستطع حتى أن أودعه”، تقول ريم، 10 سنوات، التي فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها في قصف استهدف منزلها شمال القطاع.

الأثر النفسى ندوب أطفال غزة لا يراها أحد
لا تقتصر معاناة الأطفال في غزة تحت القصف على الإصابات الجسدية، فالكثير منهم يعاني من صدمات نفسية عميقة، القصف المتواصل، وفقدان الأحبة، ومشاهد الدماء والدمار، تترك آثارًا نفسية لا تزول بسهولة.

تشير تقارير صادرة عن منظمات الصحة النفسية إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال في غزة يعانون من:

اضطرابات النوم والكوابيس المتكررة

التبول اللاإرادي

الانطواء وفقدان الرغبة في اللعب أو التفاعل

القلق المزمن ونوبات الهلع

ورغم هذه الأعراض، فإن الخدمات النفسية في القطاع محدودة للغاية، فالمراكز المختصة قليلةجداً، والكادر المدرب لا يكفي، والإحتياجات تفوق القدرة على الاستجابة.

شهادات حية لأطفال غزة

“كنت ألعب مع أختي، وفجأة سقط الصاروخ”، يقول يوسف، 8 سنوات “استيقظت على صراخ أمي… وجدت الحي كله مهدومًا”، تضيف مريم، 11 عامًا.

الأطفال في غزة تحت القصف لا يحتاجون إلى شهادات محللين، بل تكفي كلماتهم لتجسيد حجم الألم، أغلبهم لم يعرفوا سوى الحرب، لم يحتفلوا بأعيادهم كغيرهم. لم يذهبوا إلى الحدائق، ولم يزوروا مدن الملاهي، الطفولة في غزة محاصرة مثل أهلها التي تصارع للبقاء.

مستقبل الطفولة في غزة الأمل برغم الركام

وسط الدمار، لا تزال غزة تنبض، الأطفال يكتبون، يرسمون، يضحكون رغم الجراح، الطفولة تقاتل لتستمر.
المعلمون يعلمون في الأنقاض، الأمهات يروين القصص في الملاجئ، والجميع، رغم الألم، يتمسكون بخيط أمل لا ينقطع.

مستقبل الأطفال في غزة تحت القصف مرهون بمدى ما نقدمه لهم اليوم، إن دعمهم ليس خيارًا إنسانيًا فقط، بل مسؤولية جماعية.

لماذا يجب أن يتحرك العالم الآن؟

ليس هناك ما يبرر استمرار استهداف الأطفال، ولا توجد أي ذريعة تُغفل معاناتهم اليومية، لقد آن الأوان ليقف العالم وقفة جادة أمام هذه المأساة المتكررة، الأطفال في غزة تحت القصف لا يطلبون المستحيل، بل يطالبون بأبسط حقوقهم: الأمان، والغذاء، والتعليم، والاحتضان النفسي.

لكي نمنحهم فرصة للحياة، يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل من خلال:

الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، لإنقاذ ما تبقى من براءة الطفولة تحت الأنقاض.

تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون شروط أو قيود، لضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة.

تمويل برامج الدعم النفسي والاجتماعي، لمداواة الجراح غير المرئية التي تتركها الحروب في نفوسهم الصغيرة.

إعادة تأهيل المدارس والبنية التعليمية، حتى لا يُحرم الطفل من حلمه في التعلم وسط عالم مضطرب.

رفع الحصار المفروض على غزة، لأنه يحرم الأطفال من الغذاء والدواء والفرص التي يستحقونها.

إن ما يعيشه الأطفال في غزة تحت القصف يتجاوز حدود أي تصور إنساني، إنهم ينامون على أصوات الانفجارات، ويستيقظون على أخبار الفقدالموجع يفقدون آباءهم، منازلهم، مدارسهم، وحتى أحلامهم.

ومع ذلك، لا يزالون يبتسمون، يقاومون بالحياة، يبعثون برسالة واحدة إلى العالم: “لسنا مجرد ضحايا. نحن أطفال نريد أن نعيش”.

حان الوقت كي يتوقف الصمت، كي تتحول التضامنات الموسمية إلى جهود فعلية، لأن كل لحظة تأخير، تعني طفولة أخرى تُسحق تحت الركام.

ختامًا
لقد آن الأوان لنقول: كفّوا قنابلكم، فكم طفلًا يجب أن يموت حتى يتحرك العالم؟

إترك تعليقا