كارثة إنسانية: مخابز غزة تتوقف عن العمل بعد نفاد آخر كيس دقيق
يواجه شمال غزة، الذي يُعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، أزمة حادة بعد نفاد الدقيق بشكل غير مسبوق. ويتحمّل السكان عبئًا متزايدًا مع استمرار إغلاق المعابر وتوقف وصول شحنات الدقيق التي يعتمدون عليها لصناعة الخبز، وهو الغذاء الذي شكّل لسنوات الوسيلة الأساسية للبقاء في ظل الحصار.
نفاد الدقيق يُنهي الخُبز..
بينما تحاول غزة التعافي من آثار الحرب المستمرة والقيود الاقتصادية الثقيلة، تواجه العائلات أزمة جديدة تهدّد حياتها بشكل مباشر، إذ يشهد القطاع اختفاء الدقيق من الأسواق.
وفي مشهد مؤلم يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة، أغلق أصحاب المخابز أبوابهم أمام السكان بعد انتهاء آخر كميات الدقيق المتوفرة في الأسواق والمخازن. وتُظهر مستودعات الغذاء رفوفًا فارغة غير مسبوقة، نتيجة الحصار الخانق والعدوان المستمر الذي يمنع دخول الإمدادات الأساسية.
تفاقمت الأزمة الغذائية بشكل حاد، حيث لم تعد المطاحن قادرة على توفير الحد الأدنى من احتياجات المخابز، بعد أن توقفت الإمدادات الإنسانية والتجارية عن الوصول إلى القطاع، في ظل إغلاق المعابر وتشديد الحصار. في حياة الغزيين، أصبح الدقيق من السلع النادرة، رغيف الخبز رفاهية لا يملكها إلا ثري، ففي الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الخبز في ظل الحصار، لا يستطيع المواطنون شراء ما يكفي من الطعام بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني. وأعلنت المخابز في مختلف مناطق قطاع غزة عن توقفها الكامل عن العمل، بعد نفاد كميات الدقيق بشكل تام، نتيجة استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول الشحنات الإغاثية. ويأتي هذا التطور الخطير وسط تفاقم الأزمة الغذائية، حيث أصبحت مستودعات الغذاء شبه خاوية، ما ينذر بانفجار كارثة إنسانية حقيقية هذه الأيام. ثمّ إن الكميات الاحتياطية من الدقيق قد استُهلكت بالكامل خلال الأيام الماضية، فيما لم تصل أي شحنات جديدة منذ أسابيع، ما جعل إنتاج الخبز، وهو الغذاء الأساسي في القطاع، متوقفًا تمامًا، والطوابير التي كانت تمتد أمام المخابز اختفت. العديد من العائلات الغزية اضطرت إلى إلغاء وجبات أساسية أو تقليل كمياتها بسبب زيادة أسعار الدقيق التي تأثرت بشكل مباشر بانخفاض الاحتياطيات وصعوبة النقل من الخارج. هذا النقص في إمدادات الخبز يُعد مؤشرًا على أزمة غذائية لا تُحمد عقباها. سكان شمال غزة يواجهون الموت جوعًا بعد إغلاق آخر المخابز نفاد الدقيق في غزة ليس مجرد نقص في أحد السلع الغذائية الأساسية، بل هو مؤشر على أزمة غذائية تتفاقم بشكل غير مسبوق، خاصة أن قطاع غزة كان يعتمد بشكل كبير على المعابر التجارية لإدخال الدقيق من الخارج. إلا أن إغلاق المعابر وحصار غزة المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، جعل وصول شحنات الدقيق أمرًا مستحيلًا تقريبًا، ونتيجة لذلك، بدأ الدقيق يختفي تدريجيًا من الأسواق، لتزيد الأزمة حدة. كما أن أسعار الدقيق في السوق المحلي تضاعفت بشكل كبير، ما جعل من الصعب على العائلات الغزية شراء المواد الأساسية، بما في ذلك الخبز.. أزمة الوقود: تأثير مضاعف على الإنتاج إلى جانب نفاد الدقيق، يعاني قطاع غزة من أزمة وقود خانقة، المخابز، التي تعتمد على الغاز أو الكهرباء لتشغيل الأفران، أصبحت غير قادرة على مواكبة الطلب المتزايد بسبب نقص الوقود. ومع إغلاق المعابر التي توفر الوقود، أصبح من الصعب على المخابز الحصول على ما تحتاجه لتشغيل الأفران، مما أدى إلى تقليص الإنتاج بشكل حاد. هذه المعاناة جعلت العديد من العائلات لا تستطيع تأمين قوت يومها، وتضاعف من التحديات الاقتصادية التي يواجهها السكان. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذرت مرارًا من أن الوضع في غزة قد يصل إلى مجاعة جماعية في حال استمرار إغلاق المعابر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية. ربما أظهرت المنظمات المحلية استجابة سريعة عبر توزيع السلات الغذائية، لكن هذه المساعدات لا تكفي لسد الفجوة الغذائية الناتجة عن نقص الخبز والسلع الأساسية. عائلات كثيرة في غزة تتساءل كيف ستواجه هذا الوضع الكارثي، فالمساعدات التي تدخل على استحياء، وحدها لا تكفي لتلبية المجتمع الغزي، بل بات سكان القطاع يعيشون بين مطرقة الأزمة الاقتصادية وسندان الاحتياجات الإنسانية. نحن أمام موت بطيء كيف حوّل الحصار الإسرائيلي الخبز إلى حلم في غزة؟ بينما كان الخبز في الماضي متاحًا وسهل الحصول عليه، أصبح اليوم في غزة بمثابة ترف غير متاح للكثير من العائلات. أصبح الوصول إليه مرتبطًا بعدد من العوامل التي تكاد تكون مستحيلة: إغلاق المعابر، ارتفاع الأسعار، وتوقف المخابز بسبب نقص المواد اللازمة للإنتاج. ومع استمرار هذه الأزمات، يواجه سكان غزة خطر المجاعة، حيث تحوّل الخبز إلى رمزية للمعاناة المستمرة التي يعيشها الناس في ظل حصار خانق. هذا الواقع القاسي يضع غزة أمام موت بطيء، حيث لا تقتصر معاناتهم على الخبز فقط، بل على فقدان القدرة على الحصول على الطعام بشكل عام، في وقت يصبح فيه الغذاء بعيد المنال.